صندوق الذكريات
في ذلك اليوم يا صديقي
عندما كنا أطفال
صغار, ندرك أننا سنصير كبار
غمرتنا شقاوتنا
آمالنا في المستقبل
أتذكر؟؟؟
أخدنا صندوقي الخشبي المزخرف
دسسنا فيه بعض ذكرياتنا الجميلة
ومن خلال ضحكاتنا البريئة
دفناه في التراب, قرب تلك الشجرة وسط الحديقة
كان أملنا كبير
أننا سنجتمع بعد أعوام
ستجمعنا معا الأحلام
ننبش ذكرياتنا من جديد
لنحتسي منها شدى تلك الأيام
كان حبنا الطفولي عميق
كنا لانفترق, نتخاصم
لكن في الحين نتصالح
حسدنا أصدقاؤنا على هذا التفاهم الغريب
وذلك الإيثار الكبير
والأخلاص والوفاء
وفي لحظة وبدون سابق إندار
باعدت بيني وبينك يا صديقي الأعوام
تدخلت الأقدار لتفرق بيننا
رمت كل واحد منا في ناحية بعيدة
فكونا حياتنا ورسمنا مستقبلنا بعيدا عن تلك الأيام
وأصبح من المستحيل أن نكون معا
أوأن نلتقي معا على ضفاف الأحلام
لكن بعد أعوام
كما فرقتنا الأيام
جمعتنا الأيام
في شكل صداقة بريئة
تستتني كل تلك الآمال
التي أملناها حين كنا صغار
فجمعتنا الصداقة
وأنهلت علينا من ملداتها العميقة
تنفسنا صبانا
وفي يوم تذكرنا الصندوق
غمرتنا شقاوتنا القديمة
وارتأينا أن ننبش ذكرياتنا
جلسنا على العشب الأخضر
حفرنا
تلامست يدانا
نبشنا
أحاط بنا عبير وحنين صبانا
فتحنا الصندوق
ومن بين ضحكاتنا المتوالية
أخدنا الأغراض الصغيرة
التي كانت في يوم أنفس الأغراض لذينا
نستهزئ سداجتنا
نضحك صغر عقولنا
لكن في عمق الصندوق
وجدنا قصاصة ورق صغيرة
عليها كتابتنا الركيكة
وما إن اطلعنا على العبارة
"سنضل معا إلى الأبد"
بكتابتك: "سنضل معا"
وبكتابتي: " إلى الأبد"
حتى لفنا صمت حزين
انشقت الأرض وابتلعت الكلمات
سرقت من بين شفاهنا الضحكات
وارتأينا أن نكتفي بالذكريات
وننسى الأمنيات
فحكمت علينا يا صديقي الأقدار
وأوقفتنا في مفترق طرق
لن يمنحنا أبدا فرصة للإختيار
أنت ستخوض طريق
وأنا سأخوض طريق
والفراق ليس لنا منه فرار