شيىء غريب منعه من النوم تلك الليلة ..
كلما حاول النوم و تمدد على فراشه و أغلق عينيه يشعر بصوت ما يوقظه ..
صوت قادم من أعماقه يصرخ فيه بكلمات لم يميزها ..
تداعت فى رأسه فكرة واحدة : هل سيكون غداً هو اليوم الموعود ؟
تمنى فى قرارة نفسه أن يكون غداً هو ذلك اليوم ليستريح من هذا العذاب ..
أخيراً و بعد الساعة الثالثة مساءاً نام ..
فى تمام الخامسة يأتى صوت خطوات ثقيلة رتيبة يقترب من باب الزنزانه ..
ثم صوت ميكانيكى للمفتاح يلج فى القفل لينفتح الباب ..
إستيقظ على صوت فتح الباب قبل أن ينادى عليه السجان ليستيقظ ..
كانوا أربعة أشخاص دخلوا تباعاً لزنزانته الضيقة ..
قام ليجلس فى ركن الزنزانة يتأملهم فى شعور غريب ..
السجان الذى يعرفه ممسكاً بالمفاتيح بيده
سجان آخر ربما قد رآه يوماً
ضابط برتبه كبيره ربما يكون آمر السجن
شخص يرتدى بدله كامله و ربطة عنق و يحمل حقيبة جلدية
يا إلهى ..
هل حانت اللحظة ؟
هل هذه هى النهاية ؟
ترى ماذا يمكن أن يكون هذا الشعور ؟
لا أحد يعرف إلا هو ..
تأمل وجوههم الباردة ..
إنه يعرف ماذا سيحدث و استعد له جيداً ..
سيناديه الضابط : فلان بن فلان حانت لحظة تنفيذ الحكم فاستعد
سيفتح الرجل الأنيق حقيبته و يخرج منها ملف كبير بالأوراق و يتلو عليه نص حكم المحكمة عليه بالإعدام شنقاً ..
بالتأكيد سيسأله آمر السجن السؤال التقليدى : هل تتمنى شيئاً قبل أن تموت ؟
ثم سيأخذه السجان الآخر لغرفة أخرى حيث ينتظره رجل دين يتولى تلقينه صلاته الأخيرة
ثم ..
ثم يدخل الغرفة الحمراء .. غرفة الإعدام .. و يخرج بعدها جثة هامده ..
حاول التراجع للخلف عندما تقدموا منه لكنه كان فى ركن الزنزانة و لا شيىء خلفة إلا الحائط ..
استند على الحائط ليقوم و يصرخ في وجوههم :
- لم أقتله .. أقسم لكم أنا مظلوم و لم أقتله .. لم أقتله ..
هجم على آمر السجن متعلقاً ببزته الرسمية و هو يصرخ :
- لا تعدمونى .. أنا مظلوم
إبتسم آمر السجن و هو يبعد يديه :
- إطمئن .. أنا أعرف الآن بأنك مظلوم و برىء
صرخ فيه محتجاً :
- لكنكم ستعدمونى على كل حال و ...
قطع الرجل الأنيق كلماته بقوله :
- أنت برىء من جريمة القتل .. المجرم الحقيقى قبض عليه و أعترف بجريمته و برأتك المحكمة و أنا هنا اليوم لإستكمال إجراءات الإفراج عنك
تراجع للخلف من هول المفاجأه ثم لم يدر بالدنيا من حوله ..
فى الصباح حملت الصحف خبراً هامشياً فى صفحات الطرائف : وفاة محكوم عليه بالإعدام فور علمة ببرائته